يشغل استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني عمومًا، وفي المباني السكنية تحديدًا، تفكير الكثير من المتخصصين والباحثين، حيث أكدت دراسة صادرة عن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) على هيمنة المباني السكنية على طلب الكهرباء بالمملكة، بين عاميّ 2009 و2018م، بمعدل حوالي 50% من إجمالي استهلاك الطاقه الكهربائيه. بما يعني التفوق بفارق كبير على معدلات استهلاك المباني التجارية والحكومية، وهو ما يُنذر بخطر كبير، ويشير إلى فاتورة استهلاك مرتفعة جدًا، من يتحمل قيمتها في المقام الأول هو المواطن.
من هذا المنطلق يستعرض معكم موقع ديل العقاري أبعاد الموضوع، ويعدد التدابير والممارسات التي تساهم بشكل جذري في التقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية في المبنى أيًا كان نوعه أو حجمه أو طبيعة استخدامه.
دواعي ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني
هنالك العديد من الدواعي التي تستوجب في الوقت الراهن ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني بشكل عام. وهي التي استدعت تخطيط الكثير من الحكومات العالمية لبرامج عملية من شأنها تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة. والشروع في تنفيذها على الفور، تتمثل أبرزها في:
- توفير استهلاك الطاقة الكهربائية بداخل كل مبنى أحد أدوات توفير بيئة حياة صحية للمواطنين، فمن المعلوم أن غزارة الاستهلاك لم تعد تؤثر على البيئة الداخلية للمبنى وحده، بل إن ما ينتج عن الاستهلاك المكثف من حرارة، لأنه بالضرورة مُستهلك في أجهزة تعمل بشكل مستمر. ينعكس سلبًا على البيئة الخارجية العامة للمدينة، لأن هذه الحرارة الزائدة في معدلاتها، لا شك ستتسرب إلى الخارج، فتلعب دورًا جوهريًا في تغير المناخ المُحارب من قِبل سلطات دول العالم أجمع.
- لا يصاحب تشغيل الأجهزة الكهربائية الداخلية إنتاج حرارة وفقط، بل يمتد إلى إنتاج ملوثات ضارة، الغازية بشكل أكبر. وبخاصة تلك المباني المجهزة للاستخدامات الكثيفة. كمراكز التسوق الضخمة ومدن الملاهي والألعاب الكبيرة، وهو ما يشكل تحديًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا.
- ارتفاع تكلفة الطاقة عالميًا، وبخاصة أسعار المحروقات، في ظل التأثير المباشر للممارسات البشرية السلبية على قطاع النفط العالمي، أو بسبب تعرض العالم لكوارث وجوائح تحول دون اتصال سلاسل الإمداد؛ من دواعي الحرص على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني، كمحاولة لمواجهة أي عجز محتمل في الإمدادات من شأنه التأثير على حياة المستهلكين الحديثة.
- أشارت دراسة مركز الملك عبد الله (كابسارك) إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك المنزلية بما يعادل 45% في العام 2019م. بالمقارنة مع إجمالي معدلات الاستهلاك خلال الفترى من 2007 إلى 2018م، وهو ما يمثل خطرًا داهمًا، ليس فقط على البيئة والحالة الاقتصادية العامة للدولة. ولكن على الفرد بذاته، فتكلفة مثل هذه الزيادة الكبيرة مُلقاة على عاتق رب الأسرة، ومقتطعة من دخله الشهري بلا شك.
تدابير تقليص استهلاك الطاقة الكهربائية
كما دقت الدراسات الأكاديمية ناقوس خطر ارتفاع استهلاك الكهرباء في المباني؛ فإنها وضعت تصورات كاملة ومدروسة لكل ما يمكن أن يمثل حلول وتدابير وحيل واجراءات فعالة في تقليص استهلاك الطاقة الكهربائية فى المبنى وبالأخص السكني من بداية تصميمه على الورق وحتى أنماط وسلوكيات استخدامه واستخدام محتوياته من الأجهزة الكهربائية، سنشير فيما يلي لبعض أهم هذه الحلول:
دور التصميم في استهلاك الطاقة الكهربائية
خلال السنوات القلائل الماضية؛ عرف العالم مصطلحًا هندسيًا معماريًا جديدًا، ألا وهو التصميم المعماري المناخي، وهو باختصار تعبير عن تقنيات تصميم وتشييد حديثة تم تطويرها لتراعي الظروف المناخية المحلية. مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية أيضًا. بغرض إيجاد مباني تعزز من خفض معدلات الطاقة المستنفذة في غايات الإنارة والتدفئة والتبريد. من أهم شروط التصميم المناخي للمباني لكي يلعب دورًا فعالًا في خفض استهلاكات الكهرباء بداخله، هي:
- توجيه المبنى جهة الجنوب، بحيث تكون الواجهة الرئيسية تطل جنوبًا، للاستفادة من حركة الشمس اليومية التي تقلص ساعات تواجدها في هذه الجهة، ومن ثَم الحد من معدلات الحرارة الكبيرة التي تبثها صوب المبنى. خاصةً وأن الواجهة الرئيسية عادةً ما تحمل القدر الأكبر من منافذ التهوية كالشرفات والنوافذ.
- اعتماد المخطط على الإنارة الطبيعية والتدفئة الشمسية شتاءً كعنصر أساسي من عناصر التصميم، والعمل توفير ما يلزم ذلك من منافذ. ومن مساحات فراغات حول المبنى لا تعيق وصول الضوء الصباحي إليه، وبالتالي تقليص ساعات استخدام نقاط الإضاءة الصناعية على الليل فقط.
- تأمين التهوية الطبيعية بفتح منافذ في مواجهة بعضها البعض تسهيلًا لحركة الهواء. وبالتالي تجدده المستمر في الداخل، وإضفاءة لمسة برودة منعشة تحول دون تشغيل أجهزة المكيفات، وبخاصة في أثناء الليل بعد قيظ الظهيرة حيث نسمات الهواء الباردة التي يمكن الاكتفاء بها.
تعرف ايضًا على: ابرز المواقع المقيدة في مجال الديكور التي يمكن الاستعانة بها
العزل الحراري ودورة في توفير الكهرباء
من أولويات أنظمة البناء الحديثة، والتي تتماشى مع عناصر التصميم المناخي للمباني، الاعتماد على مواد وخامات ذات قدرة على هيكل المبنى الخرساني، وبالضرورة فراغاته الداخلية، بدرجة الحرارة المعتدلة، بدون زيادة ولا نقصان. وعلى هذا الأساس بات استخدام العوازل الحرارية أساسيًا في الأعمال المعمارية. وخاصية محافظة العازل الحراري على درجة حرارة المبنى وصد ارتفاعها ينعكس إيجابيًا على استهلاك الكهرباء. بل يؤسس للاستهلاك الذكي، وإذا ما أردنا الوقوف على مهمة العزل الحراري ودوره في توفير الكهرباء بشكل رائع؛ فإننا أمام المكتسبات الآتية:
- يخفض العزل الحراري استهلاك الطاقة في المباني بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% بالمقارنة مع معدل الاستهلاك في نفس المبنى بعد نزع العازل الحراري.
- خفض معدلات استهلاك الكهرباء في تشغيل المكيفات بنبة ما بين 30 و40%
- إجمالي تكاليف شراء وتركيب العوازل الحرارية بالنسبة إلى إجمالي تكاليف التشييد والبناء تكاد لا تُذكر. بل إن المتحصل عليه من توفير استهلاك الطاقة الكهربائية في عام واحد أكبر بكثير من هذه التكلفة، لا سيما وأنه يُهتم بالعزل الحراري مع الأسقف والحوائط الشمالية والغربية، لأنها الأكثر عُرضة للشمس على مدار ساعات النهار، مع إمكانية التخلي عن عزل الحوائط في الاتجاهات الأخرى.
- هنالك العديد من مواد العزل تلعب أدوارًا أخرى في نفس الوقت الذي تقوم بعملها كعازل حراري، مثل العزل المائي لصد مخاطر المطر على الأسقف، والعزل الصوتي لمنح سكان المبنى مزيدًا من الخصوصية السكنية.
نوعية الأبواب والنوافذ
واحدة من التدابير الفعالة في توفير استهلاك الطاقة الكهربائية بالمباني الاختيار الجيد لنوعيات نوعية الأبواب والنوافذ التي تحد من تسرب الحرارة إلى داخل المبنى. ومن تسرب الهواء الرطب المنعش إلى خارجه، مما له انعكاسات كبيرة على تقليص ساعات تشغيل المكيفات والمبردات.
وتتمثل نوعية الأبواب والنوافذ القادرة على تحقيق هذا الغرض في التخلي عن تركيب النوافذ أحادية. واستبدالها بالنوافذ ذات الألواح الزجاجية الشفافة، وبالذات المنخفضة الانبعاثات، لأنه قد ثبت قدرتها على:
- منع تسرب الهواء بنسبة ما بين 50% و70%
- خفض استهلاك كهرباء في الإنارة بنسبة ما بين 50% و70%
- وخفض استخدام الأجهزة الكهربائية بنسبة ما بين 30% و65%
اقرأ ايضًا: أهم النصائح في كيفية شراء أرض لبناء بيت العمر
اختيار أجهزة كهربائية متميزة في توفير الطاقة
يعد التركيز في شراء أجهزة كهربائية متميزة في توفير الطاقة ضربة البداية نحو تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية في المبنى. وبخاصة تلك النوعيات التي يتم تشغيلها لفترات طويلة متواصلة، مثل: المكيفات، المبردات، الثلاجات، الغسالات… وغيرهم، والتفريق بين الأجهزة ذات الكفاءة العالية في توفير الطاقة وغيرها ذات الكفاءة المنخفضة، يأتي عن طريق:
- اختيار ماركات عالمية مرموقة وأصلية، لأن أحد أهم أسباب شهرتها عالميًا هو قدرتها على توفير الطاقة المستهكلة.
- قراءة ملصق الطاقة المثبت على كل جهاز، والذي يوضح طبيعة الجهاز من حيث استهلاك الطاقة أثناء الظروف التشغيلية المختلفة باختلاف أوقات السنة.
- اختيار الحجم المناسب لاستهلاك الأسرة المتوقع، وعدم الانبهار بالحجم الكبير، لأنه كلما زاد حجم الجهاز كلما زاد استهلاكه الكهربائي.
- حبذا شراء الأجهزة التي تضم تقنيات تحكم (ثرموستات) في سرعات التشغيل ودرجات الحرارة، لإمكانية تعديل يدويًا عند الحاجة.
أاقرأ ايضًا: اهم النصائح في كيفية اختيار مساحة المنزل المناسبة
ونُذكرك أنه بإمكانك تقديم طلب عقاري في كافة احياء المملكة من خلال زيارة هذا الرابط وسيتواصل معك عقاريي ديل المتخصص بكل حي لتقديم العروض العقارية الملائمة لطلبك. كذلك إن كان لديك استفسارات أخرى فيما يخص مجال الديكورات والاضاءة أو النصائح العقارية أو غيرها، فلا تتردد في ترك استفسارك في قسم التعليقات وسيُجيبكم فريقنا على الفور