يأتي مشروع بوابة الدرعية ضمن إطار التحديث والتطوير المستهدفين من قِبل رؤية المملكة 2030 إبرازًا للمكانة التاريخية والثقافية والاجتماعية لمدينة الدرعية في تاريخ المنطقة؛ فهي تمتلك ما يزيد على 300 عامًا من التأثير في الواقعين السعودي والعربي.
ومن خلال هذا المشروع ستقدم المدينة لزائرها نموذجًا فريدًا من التجارب الملهمة المتنوعة تراثيًا وتعليميًا ومعيشيًا وسكنيًا تجاريًا وترفيهيًا، نموذج مزيج من روح التميز الحضاري للمملكة، ومن وهج مساعي المملكة تجاه التحديث والتطوير المعاصر.
فيما يلي نصحبكم في جولة معرفية حول مشروع بوابة الدرعية بكامل أبعاده الجغرافية والإدارية والعمرانية والسياحية، وكذلك الاستثمارية.
موقع بوابة الدرعية
موقع بوابة الدرعية كمشروع هو كامل مساحة الموقع الذي تشغله منطقة الدرعية القديمة، فالتسمية باسم بوابة هنا مفادها أن الدرعية في أعقاب الانتهاء من تنفيذ مخطط المشروع ستتحول إلى واحدة من أهم وجهات السياحة في السعودية والعالم؛ من خلال تحولها إلى أكبر وأعظم تجمع إنساني عالمي، يعبر بزواره عبر بوابة الدرعيه من واقعهم المعاصر إلى واقع مغاير تمامًا من النواحي الثقافية والتراثية والتجارية والمعرفية، حتى إن قواعد ومقومات وآليات الضيافة ستختلف شكلًا وموضوعًا عن كل المعمول به العصر الحديث.
من هنا يشغل المشروع مساحة تقارب من مليون و500 ألف متر مربع؛ لتقع بوابة الدرعية بكامل منطقة الدرعية القديمة التي تبعد حوالي 20 دقيقة عن وسط الرياض جهة الشمال الغربي تحديدًا وما حولها. فبحسب المخطط يقع قلب مشروع بوابة الدرعيه في حي الطريف التاريخي، وهو المُصنّف من قِبل منظمة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
وجاء اختيار حي الطريف كمركز للمشروع من مركزيته في التاريخ السعودي الحديث كأول موطن سكنته عائلة آل سعود الحاكمة، ومنه انطلقت دعوتهم لتوحيد البلاد وتأسيس الدولة السعودية الأولى. فوقتها كانت الدرعية هي العاصمة الرسمية للدولة.
ولأجل ذلك سيحافظ مشروع بوابه الدرعيه رغم حداثته العمرانية على الطراز القديم للحي من خلال ترميم المباني الطينية القديمة فقط دون إزالتها حفاظًا على هيئتها وروحها للأجيال القادمة.
إنشاء هيئة تطوير بوابة الدرعية
يتبع مشروع بوابة الدرعية إداريًا وماليًا صندوق الاستثمارات العامة، ووضع مخططه ضمن رؤية السعودية 2030 كواحد من المشروعات التنموية الكبرى التي تستهدف تحويل المملكة إلى مركزًا سياحيًا استثماريًا عالميًا. وتقليل الاعتماد على عائدات النفط فقط من خلال تنويع مصادر الدخل القومي.
من ذلك يستهدف المشروع استقطاب حوالي 27 مليون زائر محلي ودولي بانتهاء تنفيذه. ضمن استراتيجية وطنية عامة مخططة للارتقاء بمستوى السياحة في السعودية لمستوى جذب حوالي 100 مليون سائح أجنبي سنويًا.
على أثر تلك الرؤية تشكّلت هيئة تطوير بوابة الدرعية بأمر ملكي سامي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 20 يوليو عام 2017م. لتكون الجهة الرسمية المنوط بها تطوير منطقة الدرعية وتحويلها إلى أيقونة سعودية عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياحيًا.
وللمحافظة على تميزها التراثي وتدعيم مقوماتها الجاذبة للاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، من أجل تعزيز مساهمة الدرعية في التنمية المحلية والنهوض بمكانة المملكة على خريطة السياحة الدولية. وذلك عبر جعل المنطقة واحدة من أعظم وجهات السفر العالمية.
مجلس إدارة هيئة تطوير الدرعية
يتألف مجلس إدارة هيئة تطوير الدرعية بحسب القرار الملكي من: الأمير محمد بن سلمان آل سعود في منصب رئيس المجلس. ويشغل مواقع عضوية بالمجلس كلًا من:
- الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف
- الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود
- الأستاذ/ أحمد الخطيب
- الدكتور/ فهد السماري
- المهندس/ ابراهيم السلطان
- الأستاذ/ فهد بن عبد المحسن الرشيد
في حين أُسندت مهمة الرئيس التنفيذي لمشروع تطوير بوابة الدرعية للسيد/ جيرارد إنزيريو، بقرار مجلس الإدارة الصادر بتاريخ 26 يوليو 2018م، ويعاونه:
- فيصل فاروقي – رئيس تنفيذي للعمليات
- بدر بن مفرج – مشرف عام على مكتب الرئيس التنفيذي
- ريم السويل – رئيس مكتب الأمانة العامة لمجلس الإدارة
- أحمد العمرو – رئيس قطاع الشؤون المالية
- محمد سعد – رئيس تنفيذي مكلف
- عبد الله الغانم – مستشار للرئيس التنفيذي
- طلال كنساره – رئيس قطاع الإدارة الإستراتيجية
- كيران هاسلم – رئيس قطاع التسويق
- جان لحود رودريغيز – رئيس قطاع الأصول
- أسامة الكلثمي – رئيس قطاع المراجعة الداخلية
- آدم ويلكينسون – رئيس قطاع التراث والثقافة
- أحمد الشريف – رئيس قطاع التخطيط العمراني والشؤون البلدية
- عبد الله العثمان – رئيس قطاع رأس المال البشري
الأهداف المرعية من هيئة بوابة الدرعية
وفق المخطط العام للمشروع؛ فإن هيئة بوابة الدرعية بما تملكه من سلطة إدارية ومالية مستقلة منوط بها تحقيق 4 أهداف أساسية، هم:
- الحفاظ على حي الطريف كونه أحد مواقع التراث العالمي، وتعزيز حماية مقوماته العربية والوطنية، والعمل على تحويله إلى وجهة بنمط حياة وتجارب قادرة على نشر الحضارة والثقافة السعودية عالميًا.
- تصميم عدد من المبادرات لخدمة المجتمع المحلي بالمنطقة للتشجيع والتحفيز على الابتكار والإلهام، وكذلك لتحسين جودة الحياة ومستوى معيشة الأهالي. مع خلق فرص عمل تناسبهم والبيئة المحيطة بهم.
- تعزيز الوعي الجمعي المحلي والدولي بأصالة المملكة الحضارية والسياحية والثقافية والترفيهية. بإقامة واستضافة الفعاليات التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة.
- تخطيط وتنفيذ كل ما يضمن استدامة المشروع لوجستيًا وماليًا بدون المساومة على تراث وثقافة الدرعية.
الشركات القائمة على تنفيذ هذا المشروع
مخطط المشروعات الفرعية المنبثقة عن مشروع بوابة الدرعية الإجمالي ساهم في تعدد وكثرة الشركات القائمة على تنفيذ هذا المشروع بنوعيها المحلي والدولي؛ فبحسب ال جيري إنزيريلو رئيس هيئة الدرعية التنفيذي.
فإن التكلفة الإجمالية المتوقعة لتطوير بوابة الدرعية بالكامل تبلغ حوالي 63 مليار دولار، تتوزع أوجه صرفها على عدد مهول من المشروعات التي ستشكل مجتمعة مشروع بوابة الدرعية الكبير، وتتنوع هذه المشروعات في حجمها. وكذلك في المخصصات الاستثمارية لكل واحد منها. وكذلك في حجم العائدات الاقتصادية المنتظرة من كل مشروع حين تكتمل طاقته التشغيلية.
وتتمثل هذه المشروعات الفرعية في: تطوير حي الطريف التراثي، وادي حنيفة، حي البجيري، ساحة الملك سلمان، جامعة الملك سلمان، متحف آل سعود، وستضم هذه المشاريع مجتمعة:
- 20 ألف وحدة سكنية متنوعة المساحات بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ستتاح مستقبلًا للبيع وللإيجار، وموزعة على مناطق الدرعية الثلاث، بواقع: 2500 وحدة بالدرعية 1، 5000 وحدة بالدرعية 2، 12500 وحدة بالدرعية 3.
- تعمير ما يزيد على مليون متر مربع بمقرات عمل عصرية للشركات المحلية والدولية بالأحجام الاستثمارية والتجارية المعروفة: الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، مع توقع بزيادة هذه المساحة المقررة لو استدعى الأمر.
- 1000 محل تجاري خارجي للاستخدامات المختلفة، بخلاف المقرر إنشاءه بداخل مولات التسوق الضخمة المخططة بالمشروع
- 100 مطعم
- 38 فندق
- 2 جامعة
- 20 مدرسة
- 10 منتجعات في وادي صفار ستخصص كمزارع شاسعة المساحة، وكذلك للسكن والسياحة الفندقية الفاخرة
- 5 أكاديميات ثقافية
- 5 متاحف
- بحيرات صناعية
- ساحات مفتوحة
- ممرات تنزه
- مسارات خيول
- ساحات تزلج داخلية وخارجية
- ميادين تاريخية
- أسواق بطرازات تراثية
- ملعب جولف
وقد توقع الرئيس التنفيذي أن تتجاوز العائدات الاقتصادية على الأصول التجارية للمشروع 9%، بالطبع بعد استثناء المساجد والمدارس ومرافق البنى التحتية من التقييم. كما توقع الانتهاء من كامل مراحل بوابة الدرعية بحلول نهاية 2028م إلى أوائل 2029م على أقصى تقدير.