كيف أثر وباء كورونا على سوق العقار السعودي ؟

برغم تاريخها الدامي ربما نجحت الكوليرا في نشر الحب وفقًا للرواية العالمية الشهيرة “الحب في زمن الكوليرا”، ولكن ماذا عن وباء كورونا ؟ هذا القاتل الصامت سريع الانتشار الذي بدأ بالصين ثم إيران وإيطاليا وعدة بلدان عربية وآسيوية وأوروبية أخرى أدى إلى الركود الاقتصادي نتيجة الخوف والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمواجهة هذا الوباء، كما ان هذه الأزمة امتدت لتُلامس المملكة العربية السعودية عن قُرب وقامت بالتأثير على سائر القطاعات الاقتصادية في المملكة وكان أحد هذه القطاعات قطاع السوق العقاري السعودي.

فكيف أثر وباء كورونا (COVID-19) على سوق العقار السعودي وكيف يحاول الأخير أن ينفض عن نفسه تراب هذا الانتكاس ويعود لسابق انتعاشه؟ هذا ما سنتعرّف عليه عبر هذا التقرير.

كيف أثر وباء كورونا على الاقتصاد العالمي؟

وباء كورونا

مع حالة الرعب المُسيطرة على الحكومات وعامة الشعوب من المرض الذي ينتشر ويحصد بضراوة أرواح كبار السن والمرضى وضعيفي المناعة، سادت حالة من الركود الاقتصادي على جميع البلدان حيث اتجهت الحكومات حول العالم لتنفيذ قرارات العزل المنزلي الجزئي/الكلي للمواطنين وغلق مجالاتها الجوية ومنشآت كالمولات والمتاجر مُختلفة النشاط والمقاهي والفنادق، بينما اتجهت المؤسسات الاقتصادية للعمل بنصف طاقتها أو دعوة أفراد العمالة للعمل من المنزل أو تسريح بعضهم وإعلان إفلاسها أمام تراجع مستويات البيع والشراء من 20 – 50% خلال أسابيع قليلة من بداية انتشار وباء كورونا وخوف المواطنين من الخروج من منازلهم والسفر أو لمس والتعامل مع المُنتجات المُختلفة.

وعلى مُستوى سوق العقار العالمي ، فقد تراجعت أسهم البورصات العقارية الأمريكية في أكبر أزمة تواجهها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 وأُلغي ” MIPIM” أكبر معرض عقاري عالمي بفرنسا، إضافةً لتأخير وإلغاء دفع المُستحقات المالية التي كان يُسدّدها مُستأجري الوحدات السكنية والفندقية والتجارية للملاك أو الأقساط البنكية التي كان يُسددها الملاك للبنوك نتيجة وباء كورونا المُستجد.

إلى أي مدى تأثر سوق العقار السعودي بوباء كورونا؟

سوق العقار السعودي

من المؤكد أن سوق العقار السعودي لم يكن بمنأى ومعزل عن كل هذه الأحداث خاصةً مع قرارات الحكومة السعودية بالعزل الكامل داخل مدن بعينها وخوف المواطنين أنفسهم من النزول من المنازل وبالتالي تراجع مستويات التدفق المروري بمدن مُزدحمة كالرياض وجدة وكذلك حركات البيع والشراء العقاري المُباشر بنسبة 65.5 % مع تأثر العمل البنكي ومؤسسات العدل وإفراغ العقود ، ولتجاوز ذلك قامت وزارة العدل بتدشين خدمة الطلب الإلكتروني للإفراغ العقاري ، والتي تسهل عملية الإفراغ في مثل هذه الظروف.

في المُقابل لا توجد مؤشرات واضحة للتنبؤ بما يُمكن أن يكون عليه سوق العقار السعودي لاحقًا، فيجد المُغامرون أن إنخفاض الطلب على المنتجات العقارية الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعارها سيكون فرصة ذهبية للشراء والاستثمار العقاري، بينما يخشى الملاك أنفسهم باستثناء المُضطر منهم بيع أملاكهم أمام انهيار أسعارها بفعل أزمة وباء كورونا.

وإن تناولنا سوق العقار السعودي بمزيد من الدقة والتمحيص، سنجد أن الأزمة طالت الأطراف التالية:

المالك والعقار

يُعانون من تأخر مُستحقاتهم أو اضطرار التنازل عنها لعدة أشهر، ومن يمتلك وحدات فندقية منهم فهي شاغرة بفعل الأزمة وتوقف حركة السفر والسياحة بالمملكة، أما الوحدات التجارية فتُغلق بعض المصانع والشركات عددًا من فروعها بالمملكة وبعضهم يُشهر إفلاسه وهي بالطبع خسارة لكِلى الطرفين، وهو ما دفع الدولة لإطلاق حزم اقتصادية تُحفّز أصحاب الأعمال على استكمال نشاطهم.

المُستأجرين

أثر انخفاض رواتب مستأجرين الوحدات السكنية بشكل عام إلى تعسر بعضهم عن سداد إيجاراتهم بمواعيدها ، كما أن توقف أو تعطل الكثير من الأنشطة التجارية أدى الى توقف الإيرادات وهذا ماسيؤثر على سداد إيجاراتها.

شركات التسويق والتطوير العقاري

مع تراجع حركة البيع والشراء أو حجز الوحدات ومُعاينتها على أرض الواقع بفعل التخوّف وقرارات الحجر الصحي ونقص ساعات العمل وعدم القدرة على العمل الميداني كالسابق، يُعاني أغلبهم من الركود وإنخفاض الإيرادات وعدم القدرة على إكمال عقودهم واتفاقياتهم الحالية.

البنوك

في ظل حالة التخوُف من الوضع الراهن عزف الكثير عن طلب المنتجات العقارية من البنوك ، كما انخفض طلب القروض بشكل عام نتيجة لتوقف العديد من الأعمال والأنشطة اللازمة لتحريك أي نشاط تجاري ، ولكن يبقى على عاتق البنوك الحمل الأكبر في توازن السوق من خلال أدوات السياسة النقدية.

تسويق العقارات عبر الانترنت في ظل أزمة وباء كورونا

   تسويق العقارات عبر الانترنت

في ظل الأزمة التي نحن بصددها ، ونقص ساعات العمل وتوقف العمل الميداني لشركات التسويق العقاري، وتخوّف المواطنين من النزول من منازلهم وإجراء زيارات ميدانية بمناطق قد تكون معزولة حاليًا، ينشط عمل شركات تسويق العقار عن طريق النت أو ما يُعرف بالتسويق والوساطة العقارية الالكترونية بين البائع والمُشتري، حيث يتم عرض الوحدة المعروضة للبيع بصور حقيقية وفيديوهات تعكس تصميماتها ومستوى تشطيبها وعناصرها وتقسيم مساحاتها بدقة شديدة مع القُدرة على إبرام العقود الكترونيًا.

وهذا ما توفره مدونة تطبيق ديل العقاري، حيث تتيح لك فرصّ عِدة للاستفادة كمسوق عقاري من طرق التسويق العقاري الالكتروني كذلك عملية الإفراغ العقاري الالكتروني وكيف تتم، كما يُساعدك للوصول إلى افضل طرق التسويق العقاري في السعودية التي تُمكنك من طلب منزل العمر بالمواصفات المطلوبة بكل سهولة.

وأخيرًا، نتوجه بالإشادة والعرفان لإجراءات حكومة المملكة الاحترازية لحماية مواطنيها ومبادراتها لتحفيز وتشجيع البنوك ورجال الأعمال بمختلف القطاعات وعلى رأسها سوق العقار السعودي الذي تأثر بشدة بأزمة وباء كورونا على استكمال واستعادة نشاطاتها قدر الإمكان داعين الله ومخلصين له الدعاء بأن تزول هذه الغمة في القريب العاجل.