هل المصمم الداخلي حاجة ام رفاهية؟

هناك خلط واضح بين طبيعة الدور الذي يلعبه المصمم الداخلي وبين مهندس الديكور، على الرغم من أن الفروق واضحة في وظائف كلٌ منهما بما لا يجعل الاكتفاء بأحدهم دون الآخر يعد كافيًا وفعالًا في الوصول إلى الهدف النهائي المرجو، فليس توظيف مصمم داخلي دربًا من الرفاهية، ولا تتشابه مهام وظيفة مهندس ديكور مع مسئوليات وظيفة المصمم الداخلي.

هذا ما يستعرضه لكم بالتفصيل موقع ديل العقاري في السطور التالية، والتي ستكشف عن مدى الحاجة لكليهما في العديد من أنواع المشروعات العقارية، السكنية وغير السكنية.

ما هو التصميم الداخلي ؟

قبل أن نتعرف على مهام المصمم الداخلي يتوجب أولًا الوقوف على ماهية التصميم الداخلي أو فن العمارة الداخلية Interior Design كما يُعرف أكاديميًا.

حيث تشير المراجع إلى أنه: تخطيط الفراغات الداخلية بغرض تسخيره لأجل إشباع الاحتياجات المادية والروحية من استخدام المبنى، ويُعرف أيضًا بأنه: فنون تزيين الفراغ الداخلي على نحو يحقق عملية الاستخدام، وفي نفس الوقت يلائم طبيعة البشر النفسية الذي سيستخدمونه مستقبلًا ومعبرًا عن تميزهم الثقافي.

ما هو التصميم الداخلي

مهام المصمم الداخلي

من خلال التعريفات السابقة يمكننا تركيز مهام المصمم الداخلي فيما يلي من وظائف:

  • ابتكار عالم داخلي يخدم مشاعر البشر الذي يستخدمون العقار، وبخاصة فيما يرتبط بمساعر الراحة والسكينة والجمال والذوق.
  • تلبية الاحتياجات المستهدفة، العملية والنفسية.
  • التجميل وفق أساليب تتماشى مع الطبائع الثقافية والاجتماعية لملاك العقار.
  • اختيار وتحديد النمط الذي يمنح مستخدمين العقار تفردًا يخصهم وحدهم، مع إجازة دمج أكثر من نمط، وإدخال تعديلات على النمط الذي تم اختياره، المهم أن إحساس تفرد تصميم العقار من الداخل يظل واضحًا في نفوس مستخدميه. ولعل من أشهر أنماط التصميم الداخلي المعروفة هم: الكلاسيكية، الحديثة، العربية، الفرنسية، الصناعية.
  • التوظيف الجيد للمساحات وما تشمله من قطع، على النحو الذي يوفي البنود الفنية حقها في الظهور، وفي نفس الوقت لا يعيق الاستخدام العملي، بمعنى؛ أن المهندس المعماري صاحب الحق الوحيد في تخطيط الفراغات الداخلية.
  • ليأتي من بعده مصمم داخلي يكون بمقدوره استغلال هذه الفراغات الموجودة على النحو الأمثل من حيث تطبيق نمط التصميم. ومن حيث الحاجة العملية لقطع الأثاث المقرر وضعها وملء هذه الفراغات بها، مع توجيه الطاقة نحو توفير مساحات حركة أكبر لتلبية احتياجات المعيشة

وظيفة مصمم داخلي

يتضح من المهام السابقة جليًا طبيعة وظيفة المصمم الداخلي في نفيذ الديكورات، وهو ما يختلف كليًا عن وظيفة مهندس الديكور، فالأول يتمحور عمله حول دراسة العميل نفسه لاستجلاء مزاجه وأهواءه ورغباته وتطلعاته المستقبلية.

جنبًا إلى جنب مع دراسة النشاط المستهدف من العقار محل العمل، سكني أو تجاري أو إداري، ومن خلال هذه الدراسة يعمل على وضع تصور لما ستكون عليه العمارة الداخلية للمكان من حيث النمط، ومقومات تزيين المكان وما فيه من فراغات بما يطابق الخطوط العريضة لهذا النمط من ناحية، ويتطابق من ناحية أخرى مع نفسية العميل ورغباته وأهدافه.

أما مهندس الديكور فهو رجل صاحب وظيفة جامدة المهام صلبة المشاعر، فكل ما يشغله أو يسعى لتحقيقه هو تطبيق التصميم الموضوع من قِبل المصمم الداخلي بتكاليف أقل وبخامات ومكونات حاضرة في الأسواق بوفرة.

وهذا لا ينفي دوره في تقديم الاقتراحات والتعديل على التصورات المبدئية للديكور، بالعكس، فالعمل في قطاع العقارات من بدايته إلى نهايته عمل تكاملي، تنبني جودة كل مرحلة فيه على جودة المرحلة التي تسبقها. وعلى هذا الأساس يفحص مهندس ديكور العقار مخطط التصميم الداخلي المُقدم من المصمم الداخلي وفي حال أن وجد صعوبة في تنفيذ عنصر ما من عناصر هذا التصميم لمعوق هندسي أو إنشائي ما، سيطالب بالتعديل والتغيير على الفور.

كما هو الحال مع توزيع نقاط الإضاءة في الديكور، فقد يخططها المصمم الداخلي بطريقة يصعب تنفيذها لمعوقات أمثال عدم القدرة على فتح مسارات في الكمرة الخرسانية حفاظًا على متانة وقوة الهيكل الخرساني للمبنى.

كذلك الحال من حيث اختيار الألوان؛ فقد لا تتوفر في الاسواق من أنواع جيد، أو تتوفر من ماركات باهظة جدًا، هنا يتدخل مهندس الديكور باقتراحات توازن بين جمال التصميم والتكلفة. وهذا على سبيل المثال لا الحصر  

هل المصمم الداخلي حاجة ام رفاهية؟

مهام المصمم الداخلي

إذًا؛ إذا طُرح السؤال: هل المصمم الداخلي حاجة ام رفاهية؟ فالإجابة بكل تأكيد هي: ليس رفاهية على الإطلاق، فعلى سبيل المثال: أنت كصاحب مشروع كافيه تحت التأسيس، وتريده على الطراز العثماني القديم أو تريده مودرن عصري على الطراز الأمريكي، فالأكثر خبرة ودراسة ووعيًا بتفاصيل هذا الطراز عن ذلك هو المصمم الداخلي وليس مهندس الديكور.

علاوةً على أن الأكثر قدرة على دراسة احتياجات النشاط التجاري نفسه فيما يخص مقومات الربح، هو أيضًا المصمم الداخلي وليس مهندس الديكور، فامتدادًا لنفس المثال؛ يمكن لمهندس الديكور أن يتخير لك ألوان جذابة ومواضع نقاط إضاءة فعالة وأثاث فاخر مميز الألوان.

ولكن تجميع هذه العناصر معًا لم يخرج بالنمط العثماني الذي تريده، وحتى ولو خرج؛ فقد تنتفي فيه السمة الإبداعية ولمسة الفن التشكيلي التي تزيد بهائه ورونقه، وقد تنعدم مقوماته العملية نهائيًا، فلا يصبح استغلال الفراغ مناسبًا لوتيرة دورة العمل في الساعة اللازمة لتحقيق المشروع مكسب مالي.

من ناحية أخرى؛ فإن إشراف المصمم الداخلى على تطبيق مخطط العمارة الداخلية الذي تم وضعه؛ يعفي العميل من مسئولية تتبع كل مرحلة من مراحل العمل، بل إسناد التنسيق بين المهندسين والعمال مسئولية سيتولاها بالكامل من قام بمهام التصميم الداخلي، بدءً من وضع المقايسة، وصولًا إلى التشطيب اللوكس.

علاقات المصمم الداخلي مع مهن وحرف مجال العقارات

كما أن علاقات المصمم الداخلي المتشابكة مع مهن وحرف مجال العقارات المختلفة، بل وكذلك الموردين؛ سينعكس إيجابيًا على الخروج بالتصميم النهائي كما خطط له تمامًا وفي المدى الزمني المقرر. علاوةً على أن تتبع أحدث صيحات الموضة والابتكارات الفنية العالمية على هذا النمط أو ذاك؛ مما يصب في مصلحة العمل، ويقدم لمالك العقار رغباته الكاملة بتفاصيل وفنيات بمعايير عالمية، ولذا لا يُستغرب أبدًا كون أشهر مصممين الديكور الداخلي interior designer من خريجي كليات وأكاديميات الفنون وليس الهندسة.

إلى هنا يكون تطبيق ديل العقاري قد وصف بشكل دقيق أهمية المصمم الداخلي في المجال العقاري، وأظهر الفروق الواضحة بينه وبين مهندس الديكور لا سيما في جانب دراسة وتحليل أذواق العملاء وطبائعهم الثقافية.

تعرف ايضًا على: ابرز المواقع المقيدة في مجال الديكور التي يمكن الاستعانة بها

ونُذكرك أنه بإمكانك تقديم طلب عقاري في كافة احياء المملكة من خلال زيارة هذا الرابط وسيتواصل معك عقاريي ديل المتخصص بكل حي لتقديم العروض العقارية الملائمة لطلبك. كذلك إن كان لديك استفسارات أخرى فيما يخص مجال الديكورات والاضاءة أو النصائح العقارية أو غيرها، فلا تتردد في ترك استفسارك في قسم التعليقات وسيُجيبكم فريقنا على الفور