الديكور الانتقالي للمنزل أو ديكور الحد الأدنى هو نمط تصميمات نشأ عن حاجة ملحة للمزج بين التصميمات التقليدية والتصميمات المعاصرة، فكلاهما أساس في الديكور الانتقالي، ومكونًا رئيسيًا من مكوناته.
ولكن بطرقة مزج يتخلى فيها المصمم عن الميل إلى الرسمية الخانقة للديكور الكلاسيكي العائد تاريخه إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حينما صار الاعتماد على الأثاث المصقول والضخم والمتعدد الزخارف والتفاصيل التكوينية أساس للتميز وللتعبير عن الرقي.
ويتخلى فيه أيضًا عن التحررية الزائدة لعصر ما بعد الحداثة وسعيها الدؤوب نحو إذابة الفروق بين الطبقات؛ فكان نمط الديكور الانتقالي هو الحل الوسط بين عشاق الكلاسيك أصحاب الأفكار الحداثية في نفس الوقت.
ما هو التصميم الداخلي الانتقالي وكيف نشأ وما مقوماته وما أبرز عناصره وكيف يُنتج شكله العام النهائي؟ أسئلة نُجيبكم عليها في السطور التالية.
ما هو الديكور الانتقالي للمنزل ؟
يوصف الديكور الانتقالي للمنزل بأن المزيج الجيد والمتوازن بين الديكور التقليدي والديكور المعاصر، وذهب البعض إلى وصفه بأنه نمط الديكور الداخلي للمنزل الوحيد القادر على تجاوز نوات طوال بدون أن يُنعت بالقِدم أو التقليدية، لأنه صاحب قدرة دائمة على تجديد مظهره والتماهي مع المظاهر الحديثة مهما مرت العقود.
هذا الوصف الذي يختص به نمط الديكور الانتقالي يرتكز على اعتماده بشكل مباشر على خطوط كلاسيكية واضحة من النمط التقليدي، ولكن في نفس الوقت يعتمد بشكل واضح أيضًا على ألوان ومفروشات أكثر حداثة، فتتبلور وتتكامل وتتداخل في التصميم الداخلي الانتقالي مقومات الفخامة والرقي والراحة والنعومة.
في الوقت الذي لا تُعطى فيه الأولوية للمظهر على حساب الوظيفة كما في النمط الديكور الكلاسيكي ، ولا إعطاء الوظيفة كل حقوقها على حساب المظهر الأنيق كما في نمط الديكور المودرن
ومن الناحية التاريخية؛ يعود تاريخ ظهور التصميم الداخلي الانتقالي وأصوله إلى خمسينيات القرن العشرين، الحقبة التي تعد بداية عصر ما بعد الحداثة كما تروج لذلك الادبيات الثقافية والاجتماعية العالمية. ونشأة نمط الديكور الانتقالي كانت بشكل ما ردة فعل مباشرة على تفشي وشيوع البساطة المبالغ فيها بتصميمات ديكورات المنازل في كل دول العالم.
فقد أدت هذه المبالغة في تطبيق الأفكار التحررية ونبذ التفاوت الطبقي في كل شيء إلى اللجوء إلى تصميمات ديكورات شديدة الصارمة في العودة للماضي. فتعارض ذلك مع نسق حياة ليس بينه وبين القرون الوسطى صلة، فنشأ الديكور الانتقالي كحل وسط، في انسيابية وفي الفخامة وفي التشغيل الوظيفي لقطع الديكور، لإحداث تزاوج بين الراحة والأناقة.
ركائز التصميم الداخلي الانتقالي
أشرنا إلى أن نمط الديكور الانتقالي يُعرف عند أهل الصنعة بنمط الحد الأدنى، لأنه ينتهج مبدأ إيجاد الحد الأدنى من النمطين المتداخلين، التقليدي والمعاصر، ويُسمى أيضًا بمبدأ الأقل هو الأكثر.
هذا المنهج انبثقت عنه مجموعة من المرتكزات التي لا بد من توافرها في التصميم الداخلي الانتقالي لكي يُصنف تحت هذا التصنيف، هذه الركائز تتمثل في:
- البساطة في اختيار العناصر.
- خلو المكان من الفوضى
- خلو المكان من أي عناصر غير منسجمة مع الوظيفة المقررة للمساحة.
- اعتماد الذوق العالي أساسًا في اختيار القطع، الذوق وليس عملية الاستخدام.
- عرض وتوزيع عناصر الديكور بشكل يميل إلى التناسق الطبيعي، ليس لاستهداف جذب الانتباه.
- تنسيق مجموعة من اللوحات الفنية أو الصور في المكان بآلية مبسطة وعلى طريقة الكادرات السلسة التتابع، لا إهمال اللمسة الفنية كما في النمط المودرن ولا المبالغة في إبراز جماليات الفنون كما في النمط الكلاسيك، ولهذا يحبذ في الديكور الانتقالى استخدام اللوحات ذات الحواف الناعمة والألوان الهادئة.
تطبيق نمط الديكور الانتقالي
تعرفنا على تاريخ نمط الديكور الانتقالي ونشأته، وكذلك على المقومات والمرتكزات التي تستند عليها عملية التصميم وتؤطر كل أفكارها، يحين الدور الآن على توضيح الكيفية التطبيقية التي نحصل معها على منزل ذو نمط الديكور الانتقالي في التزيين والتجميل.
اللون الأحاديّ
اللون الأحادي خصيصة أساسية من خصائص التصميم الداخلي الانتقالي فلو وجد في التصميم عنصرًا بلون ثنائي أو ثلاثي فلا يمكننا اعتبار هذا التصميم تصميم ديكور انتقالي أبدًا.
وتُطبق هذه الخاصية على كل العناصر التي تنتشر في المكان، لاسيما قطع الأثاث، والجدران أيضًا يراعى في طلاءها اللون الأحادي لا الألوان المتداخلة والممزوجة ببعضها.
ومع أحادية الألوان يميل الديكور الانتقالي للمنزل لاستخدام الألوان المحايدة أيضًا، أي أن الاختيار في الألوان محصور في ألوان أحادية محايدة هادئة. والامتناع تمامًا عن الألوان الزاعقة والفاقعة والصارخة؛ ويرجع ذلك إلى أن هدف من أهدف الديكور الانتقالى إشاعة أجواء تتسم بالرحابة والنظافة والراحة النفسية.
وبالتالي نحن في حاجة لكل لون دافئ ناعم، كما ألوان: الأبيض اللؤلؤي، ترداجات الرمادي، تدرجات الكريمي، الألوان الصحراوية. ولكسر الجمود بالإمكان تطبيق دمج لدرجات ألوان ولكن من نفس الفصيل، أي لو اخترنا الرمادي يتداخل معه تدرجات الرمادي لا تدرجات لون آخر حتى ولو متماثل أو متنسق.
بساطة الإكسسوارات
بما أن نمط الديكور الانتقالي مزيج بين التقليدي والحداثي عن طريق المحافظة على الحد الأدنى من الخطوط العريضة المميزة لكل نمط منهما؛ فإن استخدام الاكسسوارات في التصميم الداخلي الانتقالي أساسي. كما أنه أساسي في الديكور التقليدي، ولكن قاعدة الحد الأدنى هنا تفرض اختيارها وفق عدد من الشروط، أهمها:
- بساطة الشكل.
- قلة التداخل في الألوان.
- قلة التفاصيل في الزخرفة والتكوين.
- الوجود في المكان بعدد أقل وبتوزيع لا يلفت الانتباه كثيرًا.
- الانسجام مع وظيفة الغرفة من ناحية ومع مظهرها العام من ناحية أخرى.
- عدم الطغيان على مساحة الفارغة بالغرفة.
- لا بد أن تعكس الاكسسوارات الاهتمامات الشخصية للسكان، لأنها في هذا النمط ليست مجرد تحف وأنتيكات الغاية القصوى منها مظهر جميل براق.
تباين ملمس الأقمشة والمنسوجات
المفروشات في الديكور الانتقالي للمنزل تلعب دورًا في إذابة أي تناقض أو تضاد في عناصر التصميم، كونه أساسًا مُستقى من نمطين نقيضين تمامًا، ديكور كلاسيك و ديكور مودرن
دور الإذابة هذا يصبح فعالًا وملحوظًا عند انتقاء منسوجات ومفروشات متنوعة في الملمس والحجم. كما أن تباين الملمس والحجم له دور آخر حيوي، فبما أن التصميم الداخلي الانتقالي يعتمد نهائيًا الألوان الأحادية؛ فإن هذا التباين بديل تعويضي مثالي عن تباين اللون.
ولعل أفضل أنواع الأقمشة وأكثر استخدامًا لتحقيق هكذا أغراض: الكوردروي، الجلد، الصوف الخشن، القطن، الشنيل، الجينز، التويل، التويد أو جلد الغزال.
الأثاث ذو الخطوط المنحنية
الأثاث في الديكور الانتقالي للمنزل أو الأثاث الانتقالي كما يُسميه المتخصصون يتم اختياره من قطع متعرجة ومنحية الخطوط، زيادةً في التعبير عن الانسيابية والسلاسة والراحة المعاصرة لا الجمود والصلابة التقليدية. ولكسر حدة جذب تعرجات الأثاث وانحناءاته للانتباه؛ يقابله دومًا مفروشات واكسسوارات مستقيمة الأبعاد.
قد يهمك ايضًا التعرف على:
- مواقع ديكور : ابرز المواقع المقيدة في مجال الديكور التي يمكن الاستعانة بها
- ألوان دهانات : أُسس اختيار الوان دهانات المنازل والمكاتب والمحلات التجارية
- هل المصمم الداخلي حاجة ام رفاهية؟
- دور الاضاءة في الصميم الداخلي للمنزل وأهم استخدامات الاضاءة الحديثة وأنواعها