التدقيق في اختيار افضل اتجاه واجهة المنزل عند شراء الوحدة السكنية أو عند المفاضلة بين قطع الأراضي السكنية قبل الشراء؛ لا يعد من الرفاهيات ولا من الأمور الثانوية؛ لأن اتجاه واجهة المنزل تلعب أدوارًا متعددة في راحة السكن، وفي التقليل من الأعباء المالية التي يفرضها السكن… والكثير والكثير من هذه المباحث والبنود، حتى إن علوم التصميمات الهندسية الحديثة تُولي اتجاه الواجهة أهمية قصوى، لا سيما مع شيوع مفهوم التصميم المعماري المناخي وما يستهدفه من تقليل استهلاكات الطاقة الكهربائية في الوحدات السكنية.
من هذا المنطلق؛ يأخذكم موقع ديل العقاري في جولة معرفية تتعرفون خلالها على اتجاه واجهه البيت المثالي والمحقق لفوائد ومكتسبات، معمارية وسكنية ومادية.
افضل اتجاه واجهة المنزل
ما نطلق عليه نحن تعبير افضل اتجاه واجهة المنزل يعرفه المهندسون المتخصصون أكاديميًا ومهنيًا باسم: توجيه المبنى. وتوجيه المبنى مفهوم هندسي معاصر، يُستخدم للدلالة على آليات مراعاة التوجه الشمسي أثناء تصميم المبنى أيًا كان نوعه وغرض الاستخدام المقرر له في المستقبل.
أما توجيه المباني السكنية كمفهوم معماري منبثق عن المفهوم الرئيسي توجيه المبنى، فهو يستخدم للدلالة على ضرورة وضع مسار الشمس في الاعتبار عند تخطيط وتصميم واجهة المنزل بالكامل من ناحية، وعند تخطيط وتوزيع أركان وحجرات الوحدة السكنية من الداخل.
بناءً على هذه التوصيفات النظرية للمفهوم الهندسي المبتكر؛ فإن افضل اتجاه واجهة المنزل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدد كبير من العوامل والمقومات، منها العامة التي تخص البيئة المُشيد فيها المبنى، ومنها الخاص بالمبنى نفسه من حيث تصميمه ومخططه الهندسي.
أهمية توجيه واجهة المنزل
توجيه واجهة المنزل لأحد الجهات الأربع وفق تعريفه الذي يأخذ في اعتبار مسار حركة الشمس على مدار اليوم؛ ذو عدة فوائد ومكاسب يسعى المهندس المعماري لحصول سكان المنزل عليها. تتلخص فوائد ومكاسب توجيه المبنى بشكل صحيح في عنصرين أساسيين، هما:
- توجيه البناء في الاتجاه الصحيح بالنسبة لحركة الشمس اليومية، وذلك لاكتساب الوحدة من الداخل أكبر قدر من الطاقة الشمسية لتحقيق الدفء المناخي بشكل طبيعي خلال أوقات السنة المعروفة ببرودة الطقس، وأهمها الشتاء بالطبع. وفي نفس الوقت تقليل ما يكتسبه داخل الوحدة السكنية من هذه الطاقة خلال الأوقات التي ترتفع فيها درجات حرارة الطقس، وأشدها فصل الصيف طبعًا.
- نفس العناية والاهتمام باختيار افضل اتجاه واجهة مدخل منزل بتتبع مسار الشمس في اليوم؛ يساهم في استفادة داخل المبنى السكني من أكبر قدر من ضوء النهار؛ ليصبح الاعتماد عليه هو السمة الغالبة على سكان المبنى. وحبذا لو وصل المهندس القائم على تصميم وتخطيط المبنى إلى جعل ضوء الشمس هو مصدر الإضاءة الوحيد طوال ساعات النهار حتى غروب الشمس.
المحورين السابقين هما محورا الأهمية في اختيار افضل اتجاه واجهة المنزل ليس لتوفير الدفء والإضاءة فقط، ولكن لانعكاسات ذلك على تقليل معدل استهلاك الطاقة الكهربائية. ومن ثَم توفير كبير في قيم فواتير الاستهلاك الشهرية، أي أن للاختيار الجيد والمدروس فوائد مالية. لأن اتجاه المبنى المثالي عزز من التخلي عن تشغيل المكيفات ولمبات الإضاءة الصناعية طوال ساعات النهار.
اختيار واجهة مدخل منزل بشكل احترافي مهني له انعكاسات نفسية أيضًا، بجانب هذه المادية التي ذكرناها، فمن المعلوم بالضرورة الفارق الكبير على الصحة النفسية بين العيش في أجواء مفتوحة متجددة الهواء وجيدة التهوية، وبين كآبة السكن في مبنى مظلم وشحيح الإضاءة الطبيعية وردئ التهوية ومنعدم الإطلالة. ولكن هذه الميزة النفسية لا يحققها اختيار اتجاه المبنى وحده. بل يلزمها أيضًا عناية بتصميم المبنى وتوزيع أركانه الداخلية، وديكور واجهة المنزل والخامة المستخدمة فيه… وصولًا إلى اختيار الحجم المناسب لكل نافذة من النوافذ.
اتجاه واجهة مدخل منزل المثالي
مما سبق جميعًا نكتشف أن اتجاه واجهة مدخل منزل المثالي يتوقف على عدة مقومات، هي كالتالي:
خصائص وسمات كل اتجاه من الاتجاهات الجغرافية الأربعة
يقصد خصائص وسمات كل اتجاه من الاتجاهات الجغرافية الأربعة تلك التي ترتبط بالتغيرات المناخية، ومنها حركة ومسار الشمس خلال فصول السنة الأربعة، وهي كالتالي:
الواجهة الجنوبية
توجيه المبنى إلى الجهة الجنوبية يساعد في حصول المبنى على أقصى قدر من أشعة الشمس خلال فصل الشتاء، وأقل قدر منها خلال فصل الصيف. ولذلك تعد الواجهة الجنوبية هي عمدة الاختيار في التصميم المعماري المناخي الحديث على الصعيد العالمي، وهي كذلك الأكثر تحقيقًا للفوائد المرجوة التي ذكرناها آنفًا، وبخاصة توفير استهلاك الطاقة في المبنى.
الواجهات الشرقية والغربية
لا تناسب أبدًا المكاسب المراد تحصيلها من اختيار افضل اتجاه واجهة المنزل لأنه بحسب زاوية شروق وغروب الشمس سيتلقى المبنى الموجه شرقًا أعلى قدر من أشعة الشمس طوال فصل الصيف نهارًا، وسيتلقى المبنى الموجه غربًا قدر مكثف جدًا بدءً من الظهيرة حتى الغروب. فترتفع درجات الحرارة الداخلية أثناء ساعات الليل ويحتاج المبنى إلى وقت طويل للتخلص منها، حتى إنه بالكاد لن يشعر السكان بالحرارة اللطيفة إلا قبيل الفجر، وفي غضون ساعات قلائل تعاود في الارتفاع مرة أخرى عقب شروق الشمس.
الواجهة الشمالية
توجيه المبنى شمالًا يلطف حرارة المبنى من الداخل في فصل الصيف، غير أنه يتسبب في المعاناة من البرودة طوال فصل الشتاء، فيحدث توفير في الطاقة صيفًا بتقليل ساعات تشغيل المكيفات. ولكن يختفي هذا التوفير طوال الشتاء للحاجة إلى تشكيل المدافئ.
تصميم واجهة منزل
إذا أردنا تحقيق الفوائد المذكورة كلها؛ فإن الاكتفاء بتوجيه المبنى وحده لن ينفع، ولكن تصميم الواجهة له يد طولي في ذلك. والمقصود بتصميم الواجهة هنا التوزيع الجيد للغرف والأركان على واجهة المنزل، والتوزيع الأمثل يتمثل في:
- توجيه الغرف والأركان الأكثر استخدامًا بالنهار جهات الشرق والشمال.
- توجيه الغرف والأركان الأكثر استخدامًا بالليل جهات الجنوب والغرب.
- توجيه المطابخ والحمامات جهة الشرق؛ للسماح بدخول أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس للقضاء على الجراثيم المعروف انتشارها وتكاثرها في لأماكن الأكثر رطوبة مثل المطبخ والحمام.
- حشد المساحة الأكبر من فراغات محيط المبنى أمام اتجاه واجهة المنزل ويفضل تزويدها بالمناظر الطبيعية الجميلة، تحويلها إلى حديقة مثلًا وغرس أشجار وأحواض مزروعات ومسطحات عشبية، ويفضل تنفيذ نفس الأمر ولو على مساحة أصغر في الجهة الغربية للمبنى للتقليل من حرارة الظهيرة.
- إذا ما توفرت إمكانية إقامة مسبح في حديقة المنزل، فمن المفضل إقامته جهة الشمال الشرقي من المبنى. للتمتع بأشعة الشمس الصباحية الخفيفة عند استخدامه، وكذلك للاستفادة من قوة أشعة الشمس في القضاء على أي جراثيم أو بكتيريا قد تنتشر في المسبح. فضلًا عن دور ذلك في تلطيف الهواء الساخن وتبريده.
قد يهمك ايضًا التعرف على: كيفية اختيار قطعة الأرض بعناية قبل البناء
ديكور واجهة منزل
العنصر الثالث في تحقيق كل فوائد اتجاه واجهة المنزل يتمثل في ديكور الواجهة نفسها، فإذا ما كان المنزل مُقام في بيئة معروفة بارتفاع درجات حرارة الطقس، كما بيئة الخليج العربي مثلًا، فليس من المستحب استخدام خامات الديكورات التي لها قدرة على امتصاص أشعة وحرارة الشمس، مع ضرورة العناية بالعزل الحراري للواجهة أثناء التشييد والبناء.
ثم يجب التخطيط الجيد والمدروس لاختيار احجام النوافذ والأبواب المثالية من حيث السماح بنفاذ أشعة الشمس والهواء إلى الداخل على مدار اليوم بدون معوقات، فاختيار حجم النافذة يتدخل في الكمية النافذة إلى داخل المبنى، وبطبيعة الحال النوافذ الضيقة أسوء في التهوية مقارنةً بالنوافذ العريضة.
خامات النافذة، وكذلك خامات الستائر والمظلات القائمة عليها؛ لها دور في تخفيف حدة درجة الحرارة وتلطيف الأجواء الداخلية، فضلًا عن دورها في تحجيم مستوى الإضاءة الطبيعية بالداخل، ولذلك يتوجب اختيارها بعناية ليكتمل المستهدف من اتجاه واجهه المنزل ماليًا وسكنيًا.
- أاقرأ ايضًا: اهم النصائح في كيفية اختيار مساحة المنزل المناسبة
- دور الاضاءة في الصميم الداخلي للمنزل وأهم استخدامات الاضاءة الحديثة وأنواعها
ونُذكرك أنه بإمكانك تقديم طلب عقاري في كافة احياء المملكة من خلال زيارة هذا الرابط وسيتواصل معك عقاريي ديل المتخصص بكل حي لتقديم العروض العقارية الملائمة لطلبك. كذلك إن كان لديك استفسارات أخرى فيما يخص مجال الديكورات والاضاءة أو النصائح العقارية أو غيرها، فلا تتردد في ترك استفسارك في قسم التعليقات وسيُجيبكم فريقنا على الفور