يعتبر مشروع رؤى المدينة من أبرز المشاريع التطويرية في المملكة العربية السعودية، حيث يهدف إلى تعزيز تجربة الزائرين والمقيمين في المدينة المنورة، والتي تعتبر ثاني أقدس المدن في الإسلام وتعتبر وجهة ثقافية غنية ومتنوعة، ويعد المشروع ضمن إطار رؤية المملكة 2030 لزيادة القدرة على استضافة 30 مليون مواطن ومقيم بحلول عام 2030م.
مشروع رؤى المدينة:
تم تخصيص إجمالي استثمار قدره 55 مليار ريال سعودي (14.7 مليار دولار أمريكي) لمشروع رؤى المدينة، حيث يتنوع هذا الاستثمار في مختلف المجالات مثل البنية التحتية، والبناء، والتكنولوجيا، والاستدامة.
بعض الأمثلة التي توضح توزيع الاستثمار:
- 1.5 مليار ريال سعودي (400 مليون دولار) لحزمة أعمال البنية التحتية.
- 2.5 مليار ريال سعودي (667 مليون دولار) لتطوير مركز مبيعات الأعمال.
- 10 مليار ريال سعودي (2.7 مليار دولار) لبناء 47,000 غرفة فندقية.
- 5 مليار ريال سعودي (1.3 مليار دولار) لتطوير قرية الحضارة الإسلامية.
- 3 مليار ريال سعودي (800 مليون دولار) لتنفيذ أنظمة ذكية وحلول مستدامة.
الجدول الزمني والمراحل:
يمتد مشروع رؤى المدينة من عام 2022م إلى عام 2030م، بهدف الانتهاء من المشروع بحلول نهاية العقد الحالي، ويتألف المشروع من أربع مراحل كل منها تحمل أهدافًا وإنجازات فريدة.
المرحلة الأولى (2022-2024)م:
تركز هذه المرحلة على أعمال البنية التحتية وتطوير مركز مبيعات الأعمال، وتشمل أيضًا إطلاق قرية الحضارة الإسلامية، وبناء 10,000 غرفة فندقية.
المرحلة الثانية (2024-2026)م:
تهدف هذه المرحلة إلى الانتهاء من أعمال البنية التحتية، وتطوير 15,000 غرفة فندقية، وتشمل أيضًا إنشاء مراكز ثقافية ودمج حلول النقل مثل محطة المترو، ومحطات الحافلات، وسيارات القيادة الذاتية.
المرحلة الثالثة (2026-2028)م:
تستهدف هذه المرحلة تطوير 12,000 غرفة فندقية وتوسيع المناطق التجارية والتجزئة، وتشمل أيضًا تعزيز المساحات الخضراء وتنفيذ أنظمة ذكية، وحلول مستدامة.
المرحلة الرابعة (2028-2030)م:
تهدف هذه المرحلة إلى استكمال المشروع بتطوير الغرف الفندقية المتبقية، وتحسين تجربة الزوار من خلال مختلف الخدمات والمرافق.
إبرازات المعمار:
يتميز المشروع بتصميمه المعماري الحديث والأنيق، والتصاميم الفسيحة، والخدمات الشاملة، ويشمل العديد من العناصر المميزة مثل: أنظمة التبريد الطبيعية، والمساحات الخضراء، ومحطة المترو، ومحطات الحافلات، وسيارات القيادة الذاتية، ومواقف السيارات السفلية.
تتأثر تصاميم المباني والمرافق في المشروع بتراث المدينة، حيث تعكس أهميتها الدينية والثقافية والتاريخية، وتشتمل خطة المشروع الرئيسية على 63% من المساحة الكلية كمساحات خضراء ومفتوحة، مما يخلق بيئة حضرية مميزة.
يتضمن المشروع عدة مسارات للمشاة، وممرات للزوار والضيوف تربط بين مباني الفنادق والمسجد النبوي، مما يسلط الضوء على الشكل الحضري المميز للموقع.
يشارك في تصميم المشروع مكاتب هندسية معمارية عالمية ومعروفة مثل:
- Foster + Partners (فوستر + بارتنرز) الشركة البريطانية الدولية المتخصصة في الهندسة المعمارية، والتصميم المتكامل.
- Gensler (جنسلر) شركة عالمية لتصميم الهندسة المعمارية.
- Atkins (اتكنس) الشركة البريطانية المتعددة الجنسيات المتخصصة في الهندسة، والتصميم، والتخطيط، والإدارة.
المبادرات البيئية:
يهدف المشروع إلى الحفاظ على بيئة نظيفة وصحية باستخدام تكنولوجيا حديثة وبنية تحتية ذكية لضمان نظام بيئي مستدام. يتضمن المشروع جوانب عديدة صديقة للبيئة مثل:
أنظمة التبريد الطبيعية:
تعتمد أنظمة التبريد الطبيعية على استراتيجيات التصميم السلبي، ومصادر الطاقة المتجددة، بهدف تقليل الطلب على التبريد واستهلاك الطاقة.
المساحات الخضراء:
تغطي المساحات الخضراء 83,000 متر مربع من مساحة الأرض في المشروع، مما يساهم في توفير الظل، والتهوية، والقيمة الجمالية.
اقرأ أيضًا: تطور البنية التحتية الحضرية والتطور العمراني في المملكة العربية السعودية: رؤية 2030 ومشاريع الجيل القادم
إدارة النفايات:
تتضمن إدارة النفايات جمعها وفرزها وإعادة تدويرها والتخلص منها بطريقة فعالة وصديقة للبيئة.
كما يلتزم المشروع بمعايير محددة للأداء البيئي مثل:
- Mostadam (مستدام)، نظام التصنيف السعودي للمباني الخضراء.
- LEED (ليد) نظام التصنيف العالمي للمباني الخضراء.
توزيع الإقامة:
سيوفر المشروع 47,000 غرفة فندقية بحلول عام 2030م، لتلبية احتياجات الزوار والضيوف من مختلف الفئات.
أنواع الإقامة:
- فنادق فاخرة: تقدم خدمات ومرافق عالية الجودة.
- فنادق منتصفة المستوى: توفر خدمات مريحة وميسرة.
- فنادق ذات ميزانية متوسطة: تقدم خدمات أساسية بتكلفة اقتصادية تنافسية.
مميزات الغرف:
- الوصول المباشر إلى المسجد النبوي.
- إطلالات على تراث المدينة.
- أنظمة ذكية وحلول مستدامة.
بنية النقل:
يقدم المشروع حلول نقل متكاملة تسهم في تعزيز إمكانية الوصول التنقل مثل:
- محطة مترو: سيتربط المشروع ببقية المدينة وبالمطار من خلال مترو المدينة المخطط له، والذي سيتألف من أربع خطوط و88 محطة.
- محطات الحافلات: تقدم خدمات النقل العامة من خلال شبكة حافلات المدينة المخطط لها، والتي ستتألف من 12 خط و342 حافلة.
- سيارات القيادة الذاتية: تقدم خيارات للتنقل الكهربائي والذاتي للزوار والضيوف داخل المشروع والمواقع القريبة.
- مواقف السيارات السفلية: توفر مكانًا آمنًا ومريحًا لمركبات الزوار والضيوف.
التوظيف والتأثير الاقتصادي:
سيخلق المشروع 93,000 وظيفة بحلول عام 2030م، مما سيعود بالفائدة على المجتمع المحلي، والاقتصاد الوطني.
القطاعات والأدوار المختلفة:
قطاع الضيافة: يشمل إدارة الفنادق، والاستقبال، والخدمات المنزلية، والتموين، والصيانة.
قطاع التجزئة والتجاري: يشمل المبيعات، والتسويق، وخدمة العملاء، والإدارة.
قطاع النقل والتنقل: يشمل السائقين، والمشغلين، والفنيين، والمهندسين.
قطاع البنية التحتية والبناء: يشمل البناؤون، والمهندسون، وفنيو البناء.
سيسهم هذا التوزيع الوظيفي في تعزيز الفرص الوظيفية المتنوعة، وتوفير فرص عمل للعديد من السكان المحليين.
الختام:
يبرز مشروع رؤى المدينة كمحطة حديثة ومتقدمة في العمارة والتخطيط الحضاري، باعتباره مشروعًا شاملاً يجمع بين الحاضر والمستقبل، حيث يعكس الالتزام بالاستدامة والتكنولوجيا الحديثة، والتي تنبع من الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية لتعزيز تجربة الزوار، وتقديم بيئة مستدامة للمقيمين.
يُتوقع أن يكون مشروع رؤى المدينة ليس فقط محطة متميزة في المدينة المنورة، بل مثالاً للتطور والابتكار في مجال تطوير العقارات، حيث يمكن لهذا المشروع الضخم أن يلعب دورًا هامًا في تعزيز السياحة، والاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل للعديد من السكان.
ننصحك بأن تحرص على متابعة آخر التطورات في هذا المشروع المبهر، حيث يعكس تفاصيله الفريدة التزام المملكة بالتطوير المستدام وتحسين جودة الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء.